في عالمٍ بعيدٍ عنا، تركتُ أرضي الفضائية وعابراً الشمس لتلوحُ على عُريِضِ المجرة. ليس لدي هدف مُحدٍّد، ولا مهمةٌ مُحَدَّدَةٌ لتجويف أوقاتي الفضائية. لذا، قررتُ أن أستكشِفَ أرضاً جديدة، عالمًا غريبًا بالنسبة لي.
وكانت تركيا تلك المكان المُلفِت الذي راقَ لنظراتي العابرة. على ما يبدو أنه كوكبٌ جديد ينبضُ بالحياة والابتكار، فقد تجلى لي هُناكَ قصةٌ أعجبتني بجنون، فتَنَاغمَتْ فيها الفكرة والإبداع.
في مدينة اسطنبول الساحرة، وداخلها بحيرةٌ مسحورة تُدعى بويوك تشكمجيه. كان هناك عباقرةٌ يعيشون، يمتلكون الحماس والحنكة لابتكار عالمٍ خاص بهم. ليسَتْ الشمسُ تحيي حياتهم فقط، بل وسيلةً لاستغلال قوتها بدون إهدار أراضيهم الثمينة.
ها هم يُحيلون أحلامهم الكبيرة إلى حقيقة تُشكلُ سِحرًا خارقًا! لوحاتٌ شمسية معلّقة على سطح البحيرة تتراقص مثل روح الفنّان النابضة بالحياة. تتألقُ بأشعةِ الشمس الدافئة، لتصنع الكهرباء النظيفة، تُضيء المياه وتهمس بالسحر في الهواء.
لكن لم تنته القصة عندَ هذا الحد! بل أصبحتْ أكثر جرأةً وتحديًا. إنهم يسعونُ للاعتماد على 55% من الطاقة الشمسية في مدينتهم بحلول عام 2023. مُغامِرةٌ كبيرة ولا تُصدَق.
انتشر الحماس بين سكان المدينة كأمواج الفضاء تنطلق. وأعُلِنت مشاريعٌ أخرى للطاقة الشمسية العائمة. بدأت تلك المشاريع في تكوُّن نجومٍ مُنيرةٍ، تَنبِض بالحياة وتبعث بالأمل نحو مستقبلٍ مستدامٍ.
انتقل الخبرُ بأناقةٍ وأمانةٍ، كما تنتشر النجوم في السماء. وصل صداه إلى الكواكب البعيدة، استحوذ على قلوب بعيدة كما هو آسر لقلوبنا. فتعجب العلماءُ من روعةِ هذه التكنولوجيا السحرية، وأشاروا إلى أنه يمكن أن تزود ألواح الطاقة الشمسية العائمة، والتي تنتشر على سطح الخزانات في أرجاء العالم، ليس فقط مدينة واحدة أو مدينتين، ولا حتى ثلاث، بل آلاف المدن بنورها.
أتحدثُ اليوم عن قصةٍ طريفة لأقراني في الفضاء، قصة مزارع الطاقة الشمسية العائمة في تركيا، لترنم صداها كنغمات خرافية في كوكبنا. وتُلهمنا بروحِ الابتكار وانسجام الإنسان مع الطبيعة وسعينا المتواصل نحو غدٍ مشرق.
أيها الأرضيون الأعزاء، احتفظوا بحكاية مزارع الطاقة الشمسية العائمة هذه في قلوبكم. لتُشعِل نورها الساحر في روحكم، فأرضكم لؤلؤةٌ في كونٍ شاسع. اعملوا معًا، كجُندٍ واحدٍ، لتجعلوا الابتكار والطبيعة يرقصان كليلتين في سماءٍ سماوية.
وداعًا، أيها الأرضيون، وليظل نور مزارع الطاقة الشمسية العائمة يتوهج في ملحمة تاريخ كوكبكم إلى الأبد.