تأتي تركيا، التي كانت في السابق تلعب دوراً ثانوياً في مسرح الاقتصاد العالمي، لتحتل الآن مكانةً ريادية، بفضل تطور غير متوقع في السيناريو الجديد من تقرير موديز. حيث قامت وكالة التصنيف العالمية الرائدة موديز بمراجعة توقعات النمو الاقتصادي لتركيا لعام 2023، ليرتفع المؤشر إلى مستوى مبهر بلغ 4.2%، وهو ارتفاع كبير عن التقدير السابق البالغ 2.6%. هذا التغيير البارز تم الكشف عنه في تحديث أغسطس من تقرير موديز للتوقعات الاقتصادية العالمية لعام 2023-24.
فما هي العوامل التي دعمت هذا التغيير المفاجئ؟ يُعزى هذا التطور إلى حيوية الأنشطة الاقتصادية في تركيا خلال النصف الأول من عام 2023، حيث تمكنت تركيا، بجانب مجموعة محددة من الدول الرائدة، من أن تتفوق بشكل لافت على توقعات السوق.
ومع هذا الارتفاع الجديد في التوقعات، لا تزال موديز تحذر من وجود عوامل تحت السطح تتطلب الحذر. حيث تشير الوكالة إلى أن الظروف المالية الصعبة من المتوقع أن تستمر على مر العام القادم، مما يلقي بظلالها ليس فقط على تركيا وإنما على المشهد الاقتصادي العالمي بشكل عام.
بالنسبة لمجموعة العشرين، يتوقع تقرير موديز تباطؤ النمو الاقتصادي تدريجياً. حيث يُتوقع أن ينخفض معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي إلى 2.5% في عام 2023، ثم إلى 2.1% في 2024، وهو انخفاض طفيف عن 2.7% الذي شهدناه في عام 2022.
تقديم موديز لسيناريو توقعات النمو الاقتصادي لتركيا يقدم قصة مشوقة. إذ تأخذ تركيا مكانتها المستحقة على المسرح بارتفاع توقعات النمو إلى 4.2% لعام 2023، ما يعكس تجديد الأمل في الاقتصاد التركي. ومع ذلك، تظل هذه القصة معقدة، وتتطلب السياسات الاقتصادية الحذرة والعزيمة الراسخة للتنقل بنجاح في ظل التحديات المستمرة على الساحة الاقتصادية، سواء على الصعيدين الوطني والدولي.